فصل: قال البقاعي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الكوثر:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديثان متروكان: «مَنْ قرأها سقاه الله من أَنهار الجنَّة، وأعطى من الأَجر عشر حسنات بعدد كلّ قُرْبان قربه العِباد في يوم عيد، ويقرّبون من أَهل الكتاب والمشركين»، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأ {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أَعطاه الله ثواب حَمَلة القرآن، وله بكلّ آية قرأها ثواب الذاكرين لله على كلّ حال». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الكوثر وتسمى النحر:
مقصودها المنحة بكل خير يمكن أن يكون، واسمها الكوثر واضح في ذلك وكذا النحر لأنه معروف في نحر الإبل، وذلك غاية الكرم عند العرب. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {إنا أعطيناك الكوثر}:

السّورة مكِّيّة.
آياتها ثلاث بالإِجماع.
وكلماتها عشر.
وحروفها ثنتان وأَربعون.
فواصل آياتها على الرّاءِ.
سمّيت سورة الكوثر؛ لذكره فيها.

.معظم مقصود السّورة:

بيان المِنَّة على سيّد المرسلين، وأمره بالصّلاة والقُرْبان، وإِخباره بإِهلاك أَعدائه أَهل الخيبة والخذلان. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
المتشابهات:
قوله تعالى: {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وبعده: {إِنَّ شَانِئَكَ} قيد الخبرين بإِنَّ، والخبر إذا قيّد بإِنَّ قارب الاسم. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الكوثر:
سميت هذه السورة في جميع المصاحف التي رأيناها وفي جميع التفاسير أيضًا سورة الكوثر وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه.
وعنونها البخاري في (صحيحه) سورة: {إنا أعطيناك الكوثر} ولم يعدَّها في (الإِتقان) مع السور التي لها أكثر من اسم. ونقل سعد الله الشهير بسعْدِي في (حاشيته على تفسير البيضاوي) عن البِقاعي أنها تسمى (سورة النحر).
وهل هي مكية أو مدنية؟ تعارضت الأقوال والآثار في أنها مكية أو مدنية تعارضًا شديدًا، فهي مكية عند الجمهور واقتصر عليه أكثر المفسرين، ونقل الخفاجي عن كتاب (النشر) قال: أجمَعَ من نعرفه على أنها مكية.
قال الخفاجي: وفيه نظر مع وجود الاختلاف فيها.
وعن الحسن وقتادة ومجاهد وعكرمة: هي مدنية ويشهد لهم ما في (صحيح مسلم) عن أنس بن مالك: «بينا رسول الله ذات يوم بين أظهرنا إذْ أغفَى إغْفاءة ثم رفع رأسه وقال: أُنزلت على آنفًا سورةُ فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم: {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} (الكوثر: 1-3) ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟. قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعَدَنِيه رَبِّيَ عز وجل، عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة» الحديث. وأنسٌ أسْلم في صدر الهجرة فإذا كان لفظ (آنفًا) في كلام النبي صلى الله عليه وسلم مستعملًا في ظاهر معناه وهو الزمن القريب، فالسورة نزلت منذ وقت قريب من حصول تلك الرؤيا.
ومقتضى ما يروى في تفسير قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} أن تكون السورة مكية، ومقتضى ظاهر تفسير قوله تعالى: وانحر من أن النحر في الحج أو يومَ الأضحى تكون السورة مدنية ويبعث على أن قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} ليس ردًّا على كلام العاصي بن وائل كما سنبين ذلك.
والأظهر أن هذه السورة مدنية، وعلى هذا سنعتمد في تفسير آياتها.
وعلى القول بأنها مكية عدُّوها الخامسة عشرة في عداد نزول السور.
نزلت بعد سورة العاديات وقبل سورة التكاثر.
وعلى القول بأنها مدنية فقد قيل: إنها نزلت في الحديبية.
وعدد آيها ثلاث بالاتفاق.
وهي أقصر سُور القرآن عدَد كلمات وعدَد حروف.
وأما في عدد الآيات فسورة العصر وسورة النصر مثلها ولكن كلماتُهما أكثر.
أغراضها:
اشتملت على بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أُعطي الخير الكثير في الدنيا والآخرة.
وأمره بأن يشكر الله على ذلك بالإِقبال على العبادة.
وأن ذلك هو الكمال الحق لا ما يتطاول به المشركون على المسلمين بالثروة والنعمة وهم مغضوب عليهم من الله تعالى لأنهم أبغضوا رسوله، وغضب الله بتَرٌ لهم اذا كانوا بمحل السخط من الله.
وأن انقطاع الولد الذكر ليس بترًا لأن ذلك لا أثر له في كمال الإنسان. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الكوثر:
مكية.
وآياتها ثلاث آيات.
بين يدي السورة:
* سورة الكوثر مكية، وقد تحدثت عن فضل الله العظيم على نبيه الكريم، بإعطائه الخير الكثير، والنعم العظيمة في الدنيا والآخرة، ومنها نهر الكوثر وغير ذلك من الخير العظيم العميم، وقد دعت الرسول إلى إدامة الصلاة، ونحر الهدي شكرا لله {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وإنحر}.
* وختمت السورة ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بخزي أعدائه، ووصفت مبغضيه بالذلة والحقارة، والإنقطاع من كل خير في الدنيا والآخرة، بينما ذكر الرسول مرفوع على المنائر والمنابر، واسمه الشريف على كل لسان، خالد إلى آخر الدهر والزمان {إن شانئك هو الأبتر}. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الكوثر 108:
مكية.
وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد.
وكلمها عشر كلمات.
وحروفها اثنان وأربعون حرفا.
وهي ثلاث آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.

.ورءوس الآي:

{الكوثر}.
1- {وانحر}.
2- {الأبتر}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الكوثر:
{الكوثر}: المفرط في الكثرة، قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بكوثر، ويقال للرجل الكثير العطاء هو كوثر، قال الكميت الأسدى:
وأنت كثير يا ابن مروان طيّب ** وكان أبوك ابن العقائل كوثرا

والمراد به هنا النبوة والدين الحق والهدى وما فيه سعادة الدنيا والآخرة، والشانئ: المبغض، وأصل {الأبتر}: الحيوان المقطوع الذنب، والمراد به هنا ما لا يبقى له ذكر ولا يدوم له أثر- شبه بقاء الذكر الحسن واستمرار الأثر الجميل بذنب الحيوان من حيث إنه يتبعه وهو زينة له. وشبه الحرمان منه ببتر الذنب وقطعه. اهـ.

.قال الفراء:

سورة الكوثر:
{إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
قوله عز وجل: {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ...}.
قال ابن عباس: هو الخير الكثير. ومنه القرآن.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: وحدثنى مندل بن علي العنزى بإسناد رفعه إلى عائشة قال: (الكوثر) نهر في الجنة. فمن أحب أن يسمع صوته فليدخل أصبعيه في أذنيه.
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} وقوله عز وجل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ...}. يقال: فصل لربك يوم العيد، ثم انحر.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: وحدثنى قيس عن يزيد بن يزيد ابن جابر عن رجل عن علي قال فيها: النحر أخذك شمالك بيمينك في الصلاة، وقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} استقبل القبلة بنحرك، وسمعت بعض العرب يقول: منازلنا تتناحر هذا بنحر هذا أى: قبالته. وأنشدنى بعض بنى أسد:
أبا حَكَم ها أنت عَمُّ مُجالِدٍ ** وسيِّدُ أهلِ الأَبْطَحِ المتناحرِ

فهذا من ذلك ينحر بعضه بعضا.
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} وقوله عز وجل: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ...}.
كانوا يقولون: الرجل إذا لم يكن له ولد ذكر- أبتر- أى: يموت فلا يكون له ذِكر. فقالها بعض قريش للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال الله تبارك وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ} مبغضك، وعدوّك هو الأبتر الذي لا ذكر له بعمل خير، وأما أنت فقد جعلت ذكرك مع ذكرى، فذلك قوله: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذكرك}. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الكوثر:
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}
قال: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} تقول: (شَنِئْتَه) فَـ(أَنا أشنَؤُهُ شَنَآنا). اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الكوثر:
1- {الْكَوْثَرَ}: الخير الكثير.
قال ذلك ابن عباس.
وقال ابن عيينة: قال عبد الكريم أو أمية: قالت عجوز: قدم فلان بكوثر كثير.
وأحسبه (فوعلا) من الكثرة. وكذلك يقال للغبار- إذا ارتفع وكثر-:
كوثر، قال الهذليّ يذكر الحمار:
يحامي الحقيق إذا ما احتدمن ** حمحم في كوثر كالجلال

أي في غبار كثير كأنه جلال السفينة أو الدوابّ.
ويقال: {الكوثر}: نهر في الجنة.
2- {فَصَلِّ لِرَبِّكَ}: يوم النحر، {وَانْحَرْ}: اذبح.
ويقال: (انحر): رفع يديك بالتكبير إلى نحرك.
3- {إِنَّ شانِئَكَ} أي إن مبغضك، {هُوَ الْأَبْتَرُ} أي لا عقب له.
وكانت قريش قالت: إن محمدا لا ذكر له، فإذا مات: ذهب ذكره، فأنزل اللّه هذا، وأنزل: {وَرَفَعْنا لَكَ ذكرك} [سورة الشرح آية: 4]. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الكوثر:
1 {الْكَوْثَرَ}: (فوعل) من الكثرة. ك (الجوهر) من الجهر.
2 {وَانْحَرْ}: استقبل القبلة بنحرك.
وقيل: هو الاستواء جالسا بين السّجدتين حتى يستوي نحرك.
3 {شانِئَكَ}: العاص بن وائل.
{هُوَ الْأَبْتَرُ}: المقطوع عن كلّ خير. اهـ.